بتهذيب ولياقة كمعاملة
البيض، واضطر السود إلى طلب مساعدات إنسانية من اليابان لشراء باصات خاصة بعد
مقاطعتهم للأخرى المملوكة للدولة.
وما تشهده المدن
الأمريكية من فترة لأخرى هو بمثابة نسخة طبق الأصل عن جولة حدثت في أواخر الستينات
في عهد الرئيس ليندون جونسون حيث انفجر الغضب الأسود بعد أن قامت السلات المحلية
بتحقيرهم وإذلالهم، مما اضطر الرئيس الأمريكي لأن يدفع بالجيش الفيدرالي إلى
الشوارع لضبط الأوضاع في ديترويت وشيكاغو ونيويورك ومدن متعددة أخرى، حيث كانت
الخسائر المادية بمليارات الدولارات إلى جانب عشرات القتلى والجرحى والمفقودين.
وعلى مدى السنوات التي
تلت، لم تنطفىء نار العنصرية وظلت تتحرك تحت الرمال، والدلالة على ذلك تكرار
حوادث العنف العنصري خلال السنوات العشرين الماضية بين البيض والسود في أكثر من
مدينة أمريكية، وأبرز هذه الحوادث حادثة مقتل (يوسف هادكنز) الفتى الأسود الذي لم
يبغ السادسة عشرة في حي (بروكلين) في نيويورك (1990) والتي وقعت في وضح النهار،
عندما أطلق جماعة من البيض النار على يوسف وبعض أصدقائه الذين اختلفوا معهم على
شراء سيارة مستعملة.
واعترف تقرير صادر عن
مكتب التحقيقات الفدرالية (إف. بي.آي) عام 1999 بارتفاع جرائم الكراهية والجرائم
القائمة على أساس عنصري داخل الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه ترتكب حوالي 8000
جريمة سنويًا من تلك الجرائم. وأشار التقرير الى أن 4292 جريمة ارتُكبت في 1999
بدوافع تتعلق بلون البشرة، كما تم ارتكاب نحو 1411 جريمة بدافع ديني، بينما تم
تقدير الجرائم الجنسية بنحو 1317 جريمة، فضلا عن الجرائم ذات الطابع الإثنية التي
بلغت نحو 829 جريمة، مشيرًا إلى أن 19 معاقا تعرضوا لاعتداءات عام 1999 لتلك
لأسباب.