أما أولهما، فالميزان الأكبر..
وومثاله قوله تعالى على لسان إبراهيم u :﴿
فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ
الْمَغْرِبِ )(البقرة: من الآية258)، وصياغة هذا الميزان هي: كل من يقدر على إطلاع
الشمس فهو الإله، فهذا أصل؛ وإلهي هو القادر على الإطلاع، وهذا أصل آخر؛ فلزم من
مجموعهما بالضرورة أن إلهي هو الإله، ويمكن صياغته رمزيا هكذا : أ هي ب، وب هي
ج،إذن :أ هي ج.
وأما الثاني، فالميزان الأوسط..
ومثاله قوله تعالى عن إبراهيم u :﴿ لا
أُحِبُّ الْآفِلِينَ)(الأنعام: من الآية76)، وصياغة هذا الميزان هي : أن القمر
آفل، والإله ليس بآفل؛ فالقمر ليس بإله.. ويمكن صياغته رمزيا هكذا :أ هي ب، وج
ليست ب،إذن : أ ليست ج.
قلت: فما الفرق بين هذا الميزان
والميزان الأكبر؟
قال: الفرق بينهما واضح..
فالصفة في الميزان الأكبر عامة تشمل جزئيات الموصوف كلها، بخلاف ما هي عليه في
الميزان الأوسط حيث تنحصر في شيئين متباينين كل التباين بحيث ينفي عن أحدهما ما
يثبت للآخر.
قلت: فما الشكل الثالث من أشكل
ميزان التعادل؟
قال: الميزان الأصغر.. ومثاله
من القرآن الكريم قوله تعالى :﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
إِذْ
[1] هذه الموازين الثلاثة المشكلة
لميزان التعادل تشبه ما يعبر عنه في المنطق بأشكال قياس أرسطو الاقتراني
الثلاثة.