responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 278

أن الناس نقلوا اسم العقل إلى المجادلة والمناظرة بالمناقضات والإلزامات، فاستخدموا العقل في غير ما خلق له، فلذلك كان الذم منصبا على الاستخدام السيئ لا على المحل فإن (نور البصيرة التي بها يعرف الله تعالى، ويعرف صدق رسله، لا يتصور ذمه؟،وقد أثنى الله تعالى عليه ؛ وإن ذم فما الذي بعده يحمد؟)

قال بعض التلاميذ: وعينا هذا.. فما المنهج الذي تريد أن تعلمنا إياه؟

قال: لقد وفقني الله بعد أن كتبت في المنطق ما تعرفون.. فكتبت كتابا حاولت فيه أن أكتب المنطق بأسلوب يفهمه الجميع.. ولن يعترض عليه أحد من الناس.. إنه كتابي (القسطاس المستقيم).. وقد جعلته ـ بتوفيق الله ـ الميزان الذي ينفي الخلاف عن الخلق.

قال بعض التلاميذ: لقد رأيت الكتاب.. ولكني رأيت أن تلك الموازين التي وضعتها فيه مطابقة للموازين المنطقية اليونانية.

ابتسم الغزالي، وقال: لا يمكن لأحد في هذا الباب أن يأتي بالجديد المجرد.. إن تلك الموازين تتفق فيها العقول جميعا، ولو خالفتها لكنت مجنونا.

قال التلميذ: فما فعلت إذن؟

قال: تقريب الصياغة وربطها بمصادرنا المقدسة.. لقد فعلت ذلك لصنفين من الناس..

أما أولهما.. فالذين استهوتهم الفلسفة بما فيها من علوم عقلية، فخلطوا بين حقها وباطلها، وظنوا التناقض بين العلوم النقلية والأحكام العقلية.

وأما ثانيهما، فالعلماء الحرفيين الذين رفضوا المنطق باعتباره فلسفة وعلما غريبين عن الدين.

لقد قلت في مقدمة كتابي هذا : (لا يتصور أن يفهم ذلك الميزان ثم يخالف فيه أهل التعليم لأني استخرجته من القرآن وتعلمته منه، ولا يخالف فيه أهل المنطق، لأنه موافق لما شرطوه في المنطق غير مخالف له، ولا يخالف فيه المتكلم، لأنه موافق لما يذكره في أدلة النظريات،وبه

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست