يلزم مذهبا من المذاهب في
كتبه، بل هو مع الأشعرية أشعري، ومع الصوفية صوفي، ومع الفلاسفة فيلسوف، حتى أنه
كما قيل:
يوما
يمان إذا لاقيت ذا يمن وإن لقيت معديا فعدناني
قال
التلميذ: أجل.. وقد قال غيره مثل ما قال، أو قريبا مما قال، أو أعظم مما قال.
قال
الغزالي: لا ينبغي للعالم أن يخاف من آراء الرجال فيه أو نقدهم له.. لقد كنت في
موقف لو وقفوا فيه لفعلوا ما فعلت.
قال
التلميذ: كيف ذلك؟
لقد انتشر في ذلك الحين ما يسمى
بالفلسفة، أو علوم الأوائل.. وكان الناس حولها مختلفين إلى ثلاث طوائف.
قالوا: فما الطائفة الأولى؟
قال: هم المحافظون المتشددون
الذين راحوا يقابلون تلك العلوم بالرفض الكلي.. بل بتأليب الرأي العام
عليها، وتكفير أو تبديع كل من يبحث أو يخوض فيها.. ولم تكن علاقة هؤلاء بتلك
الثقافات إلا علاقة الحكم المسبق في معظم الأحيان، ولهذا لم يكن نقدهم لها إلا
نقدا ظاهريا لا يعتمد البرهان العلمي، ولا الحجة المنطقية،لأن المنطق نفسه من
الفلسفة.
وأنا شخصيا أعتبر هذا التيار
سببا لانتشار الأفكار المضللة.. فهم كالصديق الجاهل يضر صاحبه أكثر مما ينفعه.
انظروا ـ مثلا ـ إن هؤلاء
أنكروا كون خسوف القمر عبارة عن انمحاق ضوء القمر بتوسط الأرض بينه وبين الشمس..
بل أنكروا الهندسة والحساب والمنطق والفلك وغيرها.. وكان دافعهم إلى ذلك جميعا هو
كون مصدر ذلك هو كونها من الثقافات الأجنبية، مع أنها لا تصادم النصوص الشرعية.
لقد قلت في بعض كتبي أقررهذا:
(وأعظم ما يفرح به الملحدة أن يصرح ناصر الشرع بأن