responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 271

لأنها وردت بألفاظ غير عامية ولا فاشية الاستعمال، وليس كل فهم تصلح له كل عبارة.. فلذلك رأيت أن أورد هذه المعاني بألفاظ سهلة بسيطة يستوي في فهمها العامي والخاصي، والعالم والجاهل.

وهذا بناء على مذهبي في أن العالم هو الذي يسهل العلم جهده، ويقربه بقدر طاقته، ويخففه ما أمكن.. بل لو أمكن أن يهتف به على قوارع طرق المارة، ويدعو إليه في شوارع السابلة، وينادي عليه في مجامع السيارة، بل لو تيسر له أن يهب المال لطلابه، ويجزي الأجور لمقتنيه، ويعظم الأجعال عليه للباحثين عنه، ويسني مراتب أهله، صابرا في ذلك على المشقة والأذى، لكان ذلك حظا جزيلا، وعملا جيدا، وسعيا مشكورا كريما وإحياء للعلم.

بالإضافة إلى هذا.. فقد رأيت أن هذه الكتب كالدواء القوي، إن تناوله ذو الصحة والمستحكمة، والطبيعة السالمة، والتركيب الوثيق، والمزاج الجيد، انتفع به وصفى بنيته وأذهب اخلاطه وقوى حواسه، وعدل كيفياته؛ وإن تناوله العليل المضطرب المزاج، الواهي التركيب، أتى عليه، وزاده بلاء، وربما أهلكه وقتله.. ولذلك فإن منهجي في تدريسها هو ربطها بالدين بمصادره المقدسة.. حتى لا يضل من شاءت له نفسه الضلالة، وهو يرى من أمثلتها ما يتناسب مع هواه.

قالوا: هذا منهجك.. ونحن نقدره.. فما منهج أخيك (الغزالي)؟

قال ابن حزم: ها هو أمامكم.. وسيحدثكم.. فخير من تحدث عن الإنسان لسانه.

^^^

قال ذلك، ثم التفت إلى الغزالي، وقال: لقد جاء دورك.. فهلم حدثهم عن منهجك.

قال الغزالي: قبل أن أذكر لكم منهجي أحب أن أبين لكم سر اهتمامي بالمنطق.. والذي ألفت فيه كما تعلمون مجموعة كتب.. منها (محك النظر).. ومنها (معيار العلم) وغيرها..

لقد بلغ اهتمامي بهذا العلم أن ذكرت بأن الحقائق لا يمكن أن تعرف في أي علم

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست