وحماها فأركسوها، فخرجوا من المدينة
فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقالوا: مالكم رجعتم؟ فقالوا: أصابنا وباء المدينة فاجتويناها، فقالوا:
ما لكم في رسول الله أسوة؟ فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهم: لم ينافقوا هم مسلمون،
فأنزل الله تعالى الآية[1].
فقد ذكر ابن عباس أن هذه الآية نزلت في
رفاعة بن زيد وسويد بن الحارث اللذان أظهرا الاسلام، ثم نافقا، وكان رجال من
المسلمين يوادونها، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ومنها قوله تعالى:﴿ وَإِذَا
نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾ (المائدة:58)
فقد ذكر الكلبي في سبب نزولها أن منادى
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان إذا نادى إلى الصلاة، فقام
المسلمون إليها، قالت اليهود: قوموا صلوا اركعوا، على طريق الاستهزاء والضحك فأنزل
الله تعالى هذه الآية.
وذكر السدى أنها نزلت في رجل من نصارى
المدينة كان إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدا رسول الله قال: حرق الكاذب، فدخل
خادمه بنار ذات ليلة، وهو نائم وأهله نيام، فطارت منها شرارة في البيت فاحترق هو
وأهله.
وذكر آخرون أن الكفار لما سمعوا الآذان
حضروا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم والمسلمون على ذلك، وقالوا: يا
محمد لقد أبدعت شيئا لم نسمع به فيما مضى من الامم، فإن كنت تدعي النبوة فقد خالفت
فيما أحدثت من هذا الآذان الأنبياء من قبله، ولو كان في هذا خير كان أولى الناس به
الانبياء والرسل من قبلك، فمن أين لك صياح كصياح البعير، فما أقبح من صوت ولا أسمج