فقد نزلت هذه الآية في جماعة من
المنافقين كانوا يؤذون الرسول a
ويقولون ما لا ينبغي، قال بعضهم: لا تفعلوا، فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون، فيقع
بنا، فقال الجلاس بن سويد: نقول ما شئنا، ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول، فإنما محمد
أذن سامعة، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وذكر محمد ابن إسحاق وغيره أن الآية نزلت
في رجل من المنافقين يقال له نبتل بن الحارث، وكان رجلا أذلم أحمر العينين أسفع
الخدين مشوه الخلقة، وهو الذي قال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: من أراد أن ينظر الشيطان فلينظر إلى
نبتل بن الحارث، وكان ينم حديث النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى المنافقين، فقيل له: لا تفعل، فقال: إنما محمد أذن من حدثه شيئا
صدقه نقول ما شئنا، ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال السدى: اجتمع ناس من المنافقين فيهم
جلاس بن سويد بن الصامت ووديعة ابن ثابت فأرادوا أن يقعوا في النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وعندهم غلام من الانصار يدعى عامر بن
قيس فحقروه، فتكلموا وقالوا: لئن كان ما يقوله محمد حقا لنحن أشر من الحمير، ثم
أتى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فأخبره، فدعاهم فسألهم، فحلفوا
أن عامرا كاذب وحلف عامر أنهم كذبة، وقال: اللهم لا تفرق بيننا حتى تبين صدق
الصادق من كذب الكاذب، فنزلت فيهم هذه الآية، ونزل قوله:﴿ يَحْلِفُونَ
بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ
إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (التوبة:62)