فالنفاق ذلك الخطر الخفي لا يعلمه إلا من
يعلم السر وأخفى، ولذلك أخبر القرآن الكريم عن كثير من مؤامرات المنافقين
وعلاماتهم ليتميزوا عن المخلصين الصادقين.
فقد نزلت هذه الآيات رجل من المنافقين
اختصم مع رجل من اليهود، فجعل اليهودي يقول: بيني وبينك محمد، وذاك يقول: بيني
وبينك كعب بن الأشرف[1].
فعن الشعبي قال: كان بين رجل من
المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فدعا اليهودي المنافق إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لأنه علم أنه لا يقبل الرشوة، ودعا
المنافق اليهودي إلى حاكمهم لانه علم أنهم يأخذون الرشوة في أحكامهم.
فلما اختلفا اجتمعا على أن يحكما كاهنا
في جهينة، فأنزل الله تعالى الآيات السابقة.
وفي حديث آخر عن ابن عباس أنها نزلت في
رجل من المنافقين كان بينه بينه وبين يهودي خصومة، فقال اليهودي: انطلق بنا إلى
محمد، وقال المنافق: بل نأتي كعب بن الاشرف، وهو
[1] هذا على قول من الأقوال، والآية
عامة كما هو معلوم.