مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ
خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ (يّـس:9)،
وانطلق رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
لحاجته، وباتوا رُصَدَاء على بابه، حتى خرج عليهم بعد ذلك خارج من الدار، فقال: ما
لكم؟ قالوا: ننتظر محمدًا. قال: قد خرج عليكم، فما بقي منكم من رجل إلا قد وضع على
رأسه ترابا، ثم ذهب لحاجته. فجعل كل رجل منهم ينفض ما على رأسه من التراب[1].
وفي حديث آخر أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أمر عليًا يوم الهجرة أن يبيت في مضجعه
تلك الليلة، واجتمع أولئك النفر من قريش يتطلعون من صير الباب ويرصدونه، ويريدون
بياته ويأتمرون أيهم يكون أشقاها، فخرج رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عليهم، فأخذ حفنة من البطحاء، فجعل يذره
على رءوسهم، وهم لا يرونه وهو يتلو قوله تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا
يُبْصِرُونَ﴾ (يّـس:9)[2].
جند
الإعلام:
ومن الجنود الذين حمى الله بهم نبيه a جند الإعلام.. وهم جند ليس لهم من دور
غير إخبار رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بالمؤامرات التي يدبرها أعداؤه له.
لاشك أنكم تعرفون أهمية المعلومة في
المعارك، حتى أن الرؤساء والملوك، بل من هم دونهم يضعون ميزانيات ضخمة للعيون
والجواسيس ليترصدوا لهم كل تحرك توجه ضدهم.
أما محمد a فلم يكن له من العيون إلا ما يطلعه الله
عليه سواء من عالم الحكمة أو من عالم القدرة.
وسأذكر لكم بعض الأمثلة عن ذلك:
لعل أولهم هو الوحي الرباني، فالقرآن
الكريم كان يتنزل ليفضح المؤامرات المختلفة،