الذى سماه الله تعالى الطاغوت، فأبى
اليهودي إلا أن يخاصمه إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فلما رأى المنافق ذلك أتى معه إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فاختصما إليه، فقضى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لليهودي.
فقد نزلت هذه الآية تخبر عن استهزاء
المنافقين ومثلهم اليهود بما وعد به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أصحابه من النصر والتمكين.
فقد قال ابن عباس وأنس بن مالك : لما
افتتح رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مكة ووعد أمته ملك فارس والروم،
قالت المنافقون واليهود: هيهات هيهات، من أين لمحمد ملك فارس والروم هم أعز وأمنع
من ذلك، ألم يكف محمدا مكة والمدينة حتى طمع في ملك فارس والروم؟ فأنزل الله تعالى
هذه الآية.
وفي حديث آخر: خطب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على الخندق يوم الاحزاب، ثم قطع لكل
عشرة أربعين ذراعا، فكنت أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن المزني وستة من
الانصار في أربعين ذراعا، فحفرنا حتى إذا كنا تحت ذي ناب، أخرج الله من بطن الخندق
صخرة مروة كسرت حديدنا وشقت علينا، فقلنا: يا سلمان ارق إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فأخبر خبر هذه الصخرة، فإما أن نعدل
عنها، وإما أن يأمرنا فيها بأمره، فإنا لا نحب أن نجاوز خطه.
فرقا سلمان إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو ضارب عليه قبة تركية، فقال: يا رسول
الله خرجت صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحيك
فيها قليل ولا كثير فمرنا فيها بأمر، فإنا لا نحب أن نجاوز خطك، قال: فهبط رسول
الله a مع سلمان الخندق والتسعة على
شفة الخندق، فأخذ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
المعول من سلمان، فضربها ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها، يعني
المدينة حتى كأن مصباحا في جوفه بيت مظلم، وكبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تكبير فتح، فكبر المسلمون، ثم ضربها
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فكسرها