ومنهم جارية بني المؤمل بن حبيب، وكان
يقال لها لبيبة، أسلمت قبل إسلام عمر، فكان عمر يعذبها حتى يفتر، فيدعها، ثم يقول:
أما إني أعتذر إليك بأني لم أدعك إلا سآمة، فتقول: كذلك يعذبك ربك إن لم تسلم[1].
وعن حسان قال: قدمت مكة معتمرا والنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأصحابه يؤذون ويعذبون، فوقفت على عمر،
وهو متوزر يخنق جارية بني عمرو بن المؤمل حتى تسترخي في يديه، فأقول قد ماتت[2].
ومنهم زنيرة الرومية، كان عمر بن الخطاب
وأبو جهل يعذبانها، وكان أبو جهل يقول: ألا تعجبون لهؤلاء واتباعهم محمدا؟ فلو كان
ما أتى به محمد خيرا وحقا ما سبقونا إليه، أفسبقتنا زنيرة إلى رشد وهي من ترون.
وكانت زنيرة قد عذبت حتى عميت، فقال لها
أبو جهل: إن اللات والعزى فعلتا بك ما ترين، فقالت، وهي لا تبصر: وما تدري اللات
والعزى من يعبدهما، ولكن هذا أمر من السماء، وربي قادر على أن يرد بصري.
فأصبحت تلك الليلة وقد رد الله بصرها،
فقالت قريش: هذا من سحر محمد [3].
ومنهم أم عنيس هي أمة لبنى زهرة، وكان الأسود
بن عبد يغوث يعذبها.
ومنهم النهدية وابنتها، وكنت مولدة لبني
نهد بن زيد، فصارت لامرأة من بني عبد الدار، فكانت تعذبهما وتقول: والله لا أقلعت
عنكما أو يعتقكما بعض من صبأ بكما [4].
ومنهم أم بلال حمامة، فقد كانت يمن كان
يعذب في الله [5].