ومنهم خباب بن الأرت، وكان من الثابتين
في البلاء، وقد ذكر بعض المعاصرين له ذلك، فقال: أعطوهم ما أرادوا حين عذبوا إلا
خباب بن الأرت، فجعلوا يلصقون ظهره بالأرض على الرضف حتى ذهب ماء متنه[1].
وقد حدث عن بعض ما أصابه، فقال: (لقد
رأيتني يوما وقد أوقدوا لي نارا، ثم سلقوني فيها، ثم وضع رجل رجله على صدري، فما
اتقيت الأرض إلا بظهري)، ثم كشف خباب عن ظهره، فإذا هو قد برص[2].
وذكره بعضهم، فقال: كان خباب قينا وكان
قد أسلم، فكان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يألفه ويأتيه، فأخبرت بذلك مولاته، فكانت تأخذ الحديدة، وقد أحمتها فتضعها على
رأسه، فشكى ذلك إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فقال: اللهم انصر خبابا، فاشتكت مولاته رأسها، وهي أم أنمار، فكانت تعوي مع
الكلاب، فقيل لها اكتوي، فكان خباب يأخذ الحديدة قد أحماها فيكوي بها رأسها[3].
ومنهم عمار بن ياسر وأبوه وأمه سمية
وأخوه عبد الله، فعن أم هانئ أن عمار بن ياسر وأباه ياسرا وأخاه عبد الله ابن ياسر
وسمية بن عمار كانوا يعذبون في الله فمر بهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.
فمات ياسر في العذاب وأغلظت سمية لأبي
جهل، فطعنها في قلبها فماتت، ورمي عبد الله فسقط[4].