وقال لي: (يا عمرو، هل لك أن
أريك آية النار تأكل الطعام، وتشرب الشراب، وتمشي في الاسواق؟)، قلت: بلى، بأبي
أنت وأمي، قال: (هذا) وأشار الى رجل.
فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول
الله a ففررت من آية النار الى آية
الجنة، ويرى بني أمية قاتلي بعد هذا، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: والله، لو كنت
حجرا في جوف حجر لاستخرجني بنو أمية حتى يقتلوني، حدثني به حبيبي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن رأسي أول رأس تجز، ويحتز في الاسلام،
وينقل من بلد الى بلد.
ومن ذلك إخباره a عما يكون من أمر قيس بن خرشة ومحاولة هؤلاء
المجرمين التعرض له، وحماية الله له منهم، فعن محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي
قال: إن قيس بن خرشة قدم على النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، قال: أبايعك على ما جاء من الله تعالى وعلى أن
أقول بالحق، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يا قيس، عسى أن يمدك
الدهر، أن يلقاك بعدي من لا تستطيع أن تقول بالحق معهم)، قال قيس: والله لا أبايعك
على شئ إلا وفيت لك به، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إذا لا يضرك بشر)
وكان قيس يعيب زياد بن أبي
سفيان، وابنه عبيد الله، فبلغ ذلك عبيد الله، فأرسل إليه فقال: أنت الذي تفتري على
الله تعالى وعلى رسوله؟ قال: لا، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري على الله وعلى
رسوله؟ قال: من ذاك؟ قال: أنت وأبوك الذي أمركما، قال قيس: وما الذي افتريت على
الله ورسوله؟ فقال: (تزعم انه لا يضرك بشر!) قال: نعم، قال: (لتعلمن اليوم أنك قد
كذبت، ائتوني بصاحب العذاب وبالعذاب)، قال: فمال قيس عند ذلك، فمات[1].