ومن ذلك إخباره a عن قتل هؤلاء الطواغيت لأهل الحرة، فعن
أيوب بن بشير المعاوي أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم خرج
في سفر، فلما مر بحرة زهرة وقف، فاسترجع، فسألوه فقال: (يقتل بهذه الحرة خيار أمتي
بعد أصحابي)[1]
وعن ابن عباس قال: جاء تأويل هذه الآية على رأس
ستين سنة:﴿ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا
الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً﴾ (الأحزاب:14) قال: لأعطوها، يعني ادخال بني حارثة أهل الشام على
المدينة[2].
وعن الحسن قال: لما كان يوم
الحرة قتل أهل المدينة حتى كاد لا ينفلت منهم أحد[3].
وعن مالك بن أنس قال: قتل يوم
الحرة سبعمائة رجل من حملة القرآن منهم ثلاثمائة من الصحابة، وذلك في ملك يزيد.
وقد أخبر a عن هذه الحادثة، وعن بعض الأحداث التي
ستحدث في المدينة المنورة بعده، فعن أبي ذرٍّ الغفاريٍّ قال: ركب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حماراً، وأردفني خلفه، وقال: (يا أبا
ذر، أرأيت إن أصاب الناس جوعٌ شديد، لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك، كيف
تصنع؟) قال: الله ورسوله أعلم، قال: (تعفّف)، قال: (يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب
الناس موتٌ شديدٌ، يكون البيت فيه بالعبد، (يعني: القبر) ـ كيف تصنع؟) قلت: الله
ورسوله أعلم، قال: (اصبر)، قال: (يا أبا ذر، أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضاً حتى
تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع؟)، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (اقعد في