صحيحاً) أن سيل العرم قد حدث كما ورد
وصفه في القرآن الكريم، وأنه وقع في تلك المنطقة، وأن هلاك المنطقة بكاملها بسبب
انهياره، إنما يبرهن على أن المثال الذي ورد في القرآن الكريم عن قوم الجنتين قد
وقع فعلاً.
بعد وقوع كارثة السد، بدأت أراضي المنطقة
بالتصحر، وفقد قوم سبأ أهم مصادر الدخل لديهم مع اختفاء أراضيهم الزراعية، وبدأ
السبئيون يهجرون أراضيهم مهاجرين إلى شمالي الجزيرة، مكة وسوريا.
لقد ذكر القرآن الكريم كل هذه التفاصيل
التاريخية بدقة معجزة..
التفت إلى بولس، وقال: أليس ذلك ـ حضرة
القس ـ نبوءة غيبية؟
قوم ثمود:
سكت بولس، فقال عبد القادر: ومن النبوءات
الغيبية المرتبطة بالزمن الماضي، والتي وردت في القرآن الكريم، ولم ترد في الكتاب
المقدس، والتي دل التاريخ على صدقها ما نص عليه قوله تعالى:﴿ كَذَّبَتْ
ثَمُودُ بالنُّذُرِ فَقَالُوآ أَبَشَرَاً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا
إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِناً بَلْ
هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الكَذَّابُ الأَشِرُ ﴾
(القمر: 23-26)
ففي هذه الآيات القرآنية حديث عن قوم
كذبوا واستهتروا بالنذر التي أرسلها الله إليهم، وقد سماهم (ثمود)[1]
وهم لم يذكروا في الكتاب المقدس، ولذلك
جاء من يشكك في وجودهم، ويعتبر ذكر القرآن الكريم لهم ذكرا للأساطير.
ولكن الأبحاث والدراسات التاريخية
والجيولوجية أظهرت أشياء كثيرة لم تكن معروفة قبل، مثل المنطقة التي أقام بها قوم
ثمود، والبيوت التي بنوها، ونمط الحياة التي كانوا يعيشونها،
[1] انظر: كذبت ثمود بالنذر،
الكاتب التركي هارون يحيى، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.