لقد لقب القرآن الكريم حكام مصر القدامى
بلقب (فرعون) في حوالي ستين آية كريمة.. ولكنه في سورة واحدة ذكر حاكم مصر بلقب
(ملك)، وذلك في قوله تعالى:﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ
سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ
يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ
لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ ﴾ (يوسف:43)، وقال:﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ
ائْتُونِي بِهِ ﴾ (يوسف: 50)، وقال:﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي
بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ (يوسف: 54)، وقال:﴿ قَالُوا
نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ
زَعِيمٌ﴾ (يوسف:72)، وقال:﴿ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ
وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا
لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ
اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
﴾ (يوسف:76)
ففي هذه السورة كما سمعت لم يذكر لقب
فرعون مع أن يوسف u
عـاش في مصر.
وهذا بخلاف التوراة التي تسمي ملك مصر في
وقت يوسف u بفرعون.. والتاريخ يدل على صحة
ما ورد في القرآن الكريم، وهذا ما يدل على دقته العلمية[1].. فمن خلال حجر رشيد وتعرفنا
على الكتابة الهيروغلوفية في أواخر القرن التاسع عشر، وتعرفنا على تاريخ مصر في
مطلع القرن الحالي بشكل دقيق عرفنا أن حياة يوسف في مصر كانت أيام الملوك الرعاة
(الهكسوس) الذين تغلبوا على جيوش الفراعنة، وظلوا في مصر من 1730 ق.م إلى 1580 ق.م
حتى أخرجهم أحمس الأول، وشكل الدولة الحديثة (الإمبراطورية)
لذلك كان القرآن دقيقاً جداً في اختيار كلماته،
فلم يقع في الخطأ الذي وقعت فيه التوراة[2].
[1] انظر: الإنسان بين العلم
والدين: د. شوقي أبو خليل، ص112.
[2] انظر تفاصيل أخرى ترتبط
بهذا في الرسالتين (الكلمات المقدسة) و(معجزات علمية)