صوتاً استمرّ حتى أصبح عمر الكون مليون سنة، وقد أمكن تحديد مواصفات هذا
الصوت واتضح بأنه هادئ ومطيع، وبعد ذلك بدأت النجوم بالتشكل.
علي: أرجو أن تتثبت حضرة الأستاذ المحترم من هذا الذي تقولونه، فنحن
المسلمين نخشى أن نفسر كتابنا بما لا تدل عليه الحقائق..
إن هذا الكتاب لا يفسر بالظنون، بل يفسر بالحقائق.
الفلكي: أنا متأكد منها كتأكدي من وجودك أمامي.. وهي حقيقة ثابتة ليس
بالمقالات الصحفية.. ولا بما ذكرته وسائل الإعلام الغربية التي تناولت هذا الخبر،
ولم يعارضه أحد من العلماء، وإنما هي مدعومه قبل ذلك وبعده بالمنطق العلمي
والعملي.
علي: أفي إمكان المنطق العلمي والعملي أن يتنبأ بمثل هذا؟
الفلكي: أجل.. فمن يتأمل القوانين الرياضية المودعة في الدخان أو الغاز يجد
ـ ومن خلال ما يسمى بهندسة ميكانيك السوائل ـ أن أي غاز عندما يتمدد ويكبر حجمه
يصدر عن هذا التمدد موجات قد تكون صوتية.. وذلك بسبب التغير في كثافة الغاز وحركة
جزيئاته واحتكاكها ببعض مما يولد هذه الأمواج.
وهذا ما حدث فعلاً في بداية نشوء الكون عندما كان دخاناً، فالتوسع والتمدد
أدى إلى احتكاك وتصادم مكونات هذا الحساء الكوني الحار، وإطلاق هذه الأصوات التي
تشبه حفيف الشجر.
حتى إن بعض العلماء رسموا خطاً بيانياً يمثل هذه الذبذبات الكونية.. وقد
كانت هادئة غير عنيفة.. بل كانت أشبه بالفحيح.