الفلكي: لقد اكتشف العلماء أن الكون في مراحله الأولى امتلأ بالغاز، وخاصة
غاز الهيدروجين وغاز الهيليوم، ولكنهم اكتشفوا بعد ذلك غباراً كونياً cosmic dust ينتشر بين النجوم، ويقولون
إنه من مخلفات الإنفجارات النجمية.
علي: الغاز يختلف عن الغبار.. وكلاهما يختلف عن الدخان، فكيف يمكن التوفيق
بين العلم والقرآن في هذا؟
الفلكي: هذه مجرد تعبيرات.. ولكن الحقيقة هي ما ذكره القرآن.. فقد أتى
بالمصطلح الصالح الدال على المعنى.. فالعلماء الآن يعترفون بأن ما كشفوه من غبار
كوني لا يمتُّ بصلة للغبار الذي نعرفه ولا يشبهه أبداً، وأن هذا الغبار أشبه ما
يكون بدخان السيجارة..
ذكر ذلك الدكتور دوغلاس بيرس الذي قال في مقالة له:(الغبار الكوني ـ والذي
لايشبه الغبار المنزلي ـ في الحقيقة يتألف من حبيبات صلبة دقيقة (وغالباً من
الكربون والسيليكون) تسبح في الفضاء بين النجوم، وحجمها مشابه لحجم دخان السيجارة)
ولو رجعت إلى الأبحاث الصادرة حديثاً لوجدتها كلها تؤكد على هذه التسمية، بل
هنالك من العلماء من يصرح بأن أفضل وصف لحقيقة الكون المبكر هي كلمة (دخان).
فهذا بعضهم يقول:(ذرات الغبار الممزوج بالغاز دقيقة، وحجمها يساوي جزء من
الميكرون[1]فقط، ولذلك فإن أفضل وصف لها (دخان)
علي: ولكن كيف تأكد العلماء من كونه دخانا لا غازا أو غبارا؟
الفلكي: لقد استطاع العلماء مؤخرا التقاط بعض ذرات الدخان الكوني من الفضاء،
[1]الميكرون هو
واحد من الألف من الميليمتر، أي هو جزء من مليون من المتر.