وقد كان التمدد عند بدء الانفجار بمعدلات فائقة التصور أدت إلى زيادة قطر الكون بمعدل2910 مرة في جزء من الثانية.
وعندها تحول الكون إلى غلالة من الدخان المكون من الفوتونات والإلكترونات والنيوترينوات وأضداد هذه الجسيمات مع قليل من البروتونات والنيوترونات..
علي: نعلم أنه في مثل ذلك الوضع من الحرارة والضغط يمكن أن تفني الجسيمات الأولية للمادة وأضدادها بعضها بعضا، وينتهي بذلك الكون.. فكيف حفظ الكون؟
الفلكي: إن استمرار الكون في التوسع والتبرد بمعدلات منضبطة بدقة فائقة هو الذي حفظ الكون من قضاء بعضه على بعض..
علي: لقد ذكرت لي علمك باللغة العربية..
ابتسم الفلكي، وقال: ولكن لا تسألني عن نحوها وصرفها.
علي: سأسألك عن الاصطلاح الذي استعملته في التعبير عن الدخان الكوني.. هل هو مصطلح صحيح ودال؟
الفلكي: ما تقصد؟
علي: سأشرح لك المسألة.. في القرآن الكريم ذكر لحالة تلبس بها الكون قبل حالته هذه سماها القرآن الدخان..
انتفض الفلكي من مكانه، وقال: أهذا صحيح؟
فتح علي المصحف، وراح يقرأ:﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ (فصلت:11)
قام الفلكي، وأخذ يصيح به: أرني محل الآية من المصحف.
أراه علي الآية، فبقي يتأملها واجما، فقال له علي: أجبني عن سؤالي..
الفلكي: عم تسأل.. إن هذه الآية تحيرني.. من أعلم محمدا بكل هذه العلوم؟