كيلومتر فوق مستوي سطح البحر، وذلك لقياس درجة حرارة الخلفية الإشعاعية
للكون، وقياس كل من الكثافة المادية والضوئية والموجات الدقيقة في الكون المدرك،
بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض.
وقام هذا القمر الصناعي المستكشف بإرسال قدر هائل من المعلومات وملايين
الصور لآثار الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون، من
علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية.
وقد أثبتت تلك الصور أن هذا الدخان الكوني في حالة معتمة تماما تمثل حالة
الإظلام التي سادت الكون في مراحله الأولى.. وقد قدر العلماء كتلة هذا الدخان
المعتم بحوالي90 بالمائة من كتلة المادة في الكون المنظور.
علي: لقد شوقتني بهذا الحديث عن معرفة التفاصيل المرتبطة بهذا الدخان، كيف
كان، وكيف تحول؟
الفلكي: بعد الانفجار العظيم تحول الكون الى غلالة من الدخان الذى تشكلت منه
النجوم والكواكب، وكل ما يتركب منه الكون.
وتشير الحسابات الفيزيائية إلى أن حجم الكون قبل الانفجار العظيم كاد يقترب
من الصفر، وكان في حالة غريبة من تكدس كل من المادة والطاقة، وتلاشي كل من
المكان والزمان، تتوقف عندها كل قوانين الفيزياء المعروفة.
ثم انفجر هذا الجرم الابتدائي الأولي ـ كما ذكرنا سابقا ـ وبانفجاره تحول
إلى كرة من الإشعاع والجسيمات الأولية أخذت في التمدد والتبرد بسرعات فائقة حتي
تحولت إلى غلالة من الدخان.
فبعد ثانية واحدة من واقعة الانفجار العظيم تقدر الحسابات الفيزيائية انخفاض
درجة حرارة الكون من تريليونات الدرجات المطلقة إلى عشرة بلايين من الدرجات
المطلقة.