عالم الغذاء: لا.. لقد كان هذا الرجل الفاضل هو النور الذي اهتديت به..
ولولا أن زميلي عالم الفلك تحدث بما تحدث به، لكنت حدثتكم بنفس حديثه.
وأنا أمامكم الآن أعلن بأن هذه الحقائق العظيمة التي جاء بها القرآن يستحيل
أن يأتي بها بشر..
بدت الحيرة على جميع الحاضرين.. ولم يدروا ماذا يقولون..
أعطى رئيس الجلسة المكبر لسائر أصدقائي من العلماء، فلم يزيدوا على ما ذكر
عالم الفلك وعالم الغذاء..
وانتهت الجلسة، وقام الجميع إلى علي يصافحونه بحرارة.. وكان علي ينظر إلي من
بعيد، وهو يحيني بمحبة وصدق، ولكنه لا يجرؤ على الاقتراب مني تنفيذا لما طلبت منه.
^^^
في ذلك المساء جاءني عالم الفلك، وقال: بورك فيك، وفي الجو الذي وفرته لنا..
وأنا نيابة عن أصدقائي جئت لأقدم لك جزيل الشكر على ما وفرته لنا من راحة وعلم،
واعلم بأنا سنكتم ما فعلته ما حيينا، كما أنا لن ننسى لك هذا الجميل ما حيينا..
قلت: سنرحل غدا إلى بلادنا..
قال: لقد قررت ـ مع زملائي ـ أن نبقى مدة في هذه البلاد.. فإن شئت أن تبقى
معنا فعلت.
قلت: أشكركم.. لدي ارتباطات كثيرة، ولا أستطيع أن أبقى معكم هنا.. ولكن مع
من ستبقون؟
قال: مع علي.. لقد قررنا أن ننشئ مركز أبحاث يهتم بهذه الناحية.. إن القرآن
منجم ثمين لا ينبغي أن نقصر في البحث عن كنوزه.
قال ذلك، ثم نظر لي، وقال: لقد قال الجميع كلمتهم.. فما تقول أنت!؟