فالجراثيم تنفذ إلى الميتة من الأمعاء
والجلد والفتحات الطبيعية، لكن الأمعاء هي المنفذ الأكثر نفوذا، فهي مفعمة
بالجراثيم، لكنها أثناء الحياة تكون عرضة للبلعمة ولفعل الخمائر التي تحلها.. أما
بعد موت الحيوان فإنها تنمو وتحل خمائرها الأنسجة وتدخل جدر المعي، ومنها تنفذ إلى
الأوعية الدموية واللمفاوية.
أما الفم والأنف والعينين والشرج فتصل
إليها الجراثيم عن طريق الهواء أو الحشرات والتي تضع بويضاتها عليها.
أما الجلد فلا تدخل الجراثيم عبره إلا
إذا كان متهتكاً كما في المتردية والنطيحة وما شابهها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن احتباس دم الميتة،
كما ينقص من طيب اللحم ويفسد مذاقه، فإنه يساعد على انتشار الجراثيم وتكاثرها فيه.
الدم:
علي: فحدثني
عن سر تحريم الدم.
عالم الغذاء: إن إحدى وظائف الدم الهامة هي نقل
نواتج استقلاب الغذاء في الخلايا من فضلات وسموم ليصار إلى الخارج طرحاً، وأهم هذه
المواد هي البولة وحمض البول والكرياتنين وغاز الفحم، كما يحمل الدم بعض السموم
التي ينقلها من الأمعاء إلى الكبد ليصار إلى تعديلها.
وعند تناول كمية كبيرة من الدم، فإن هذه المركبات تمتص ويرتفع مقدارها في
الجسم، إضافة إلى المركبات التي يمكن أن تنتج عن هضم الدم نفسه مما يؤدي إلى
ارتفاع نسبة البولة في الدم، والتي يمكن أن تؤدي إلى اعتلال دماغي ينتهي بالسبات.
وهذه الحالة تشبه مرضياً ما يحدث في حالة النزف الهضمي العلوي ويلجأ عادة ـ
هنا ـ إلى