فالحديث يفيد أن الملك يستأذن الله تعالى في جعل الجنين ذكراً أم أنثى بعد
خلق السمع والبصر واللحم والعظم والجلد، فيأذن الله له بذلك.
وهذا يتحقق بخلق الأعضاء التناسلية الخارجية التي يتم بها التمييز النهائي
للذكورة والأنوثة، وتكتمل بها أطوار تحديد الجنس.
الولادة:
علي: وقد ذكر الله في القرآن الكريم، وهو يمن على عباده، تيسير ولادتهم، فقال:﴿
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن
نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ
أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)﴾ (عبس 17 ـ 20)
فتيسير سبيله عند خروجه من الرحم هو أحد المفاهيم التي تدل عليها الآية
الكريمة[2]، وهي تبدي هذه الرعاية الربانية
للنطفة ثم بعد اكتمالها في خروجها وتيسير سبيلها.
ألكسيس: لقد صدق قرآنكم في هذا.. فتيسير السبيل في الولادة أمر عجيب، لأنه
حير القدماء.. إذ كيف يمر الجنين في ذلك الممر الضيق.. وعنق الرحم لا يسمح في
العادة لأكثر من إبرة لدخوله.. فيتسع ذلك العنق ويرتفع تدريجياً في مرحلة المخاض
حتى ليسع أصبع ثم إصبعين ثم ثلاثة فأربعة فإذا وصل الاتساع إلى خمسة أصابع فالجنين
على وشك الخروج.
ليس ذلك فحسب، ولكن الزوايا تنفرج لتجعل ما بين الرحم وعنقه طريقاً واحداً
وسبيلاً واحداً ليس فيه اعوجاج كما هو معتاد حيث يكون الرحم مائلاً إلى الأمام
بزاوية درجتها تسعين درجة تقريباً.