الثاني عشر وحينئذ يدخل طوراً جديداً من النمو السريع والتغير الكبير.
علي: لقد ورد في القرآن الكريم الحديث عن التعديلات والصورة التي تكتسب في
هذه المرحلة، فقال تعالى:﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7)فِي
أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ(8)﴾ (الانفطار:7-8)
فالكلمة (سواك) في الآية الكريمة تعني جعل الشيء مستوياً ومستقيماً ومهيأً
لأداء وظائفه، وتعني كلمة (عدلك) تغير الشكل والهيئة لتكوين شيء محدد.
والحرف (ف) قبل كلمة (عدلك) يشير إلى التسلسل المباشر، ويكون المعنى بذلك:
(وبعد ذلك عدل هيئتك) لأن (عدلك) تبينها الآية التي تليها (في أي صورة ما شاء
ركبك)
ألكسيس: لقد صدق القرآن في هذا وسبق.. ففي مرحلة النشأة تختلف مقاييس الجسم،
وتتخذ ملامح الوجه المقاييس البشرية المألوفة، فتنتقل الأذن على سبيل المثال من
الرقبة إلى الرأس، وتتحرك العينان إلى مقدمة الوجه، ويصبح الطرفان السفليان أكثر
طولاً مقارنة بالجسم، وتستمر عملية التعديل والتصوير حتى الولادة بل وبعدها.
علي: لقد ورد في القرآن الكريم والحديث النبوي ثلاث خطوات تحدد نمو الخصائص
الجنسية (التذكير والتأنيث)
أما الخطوة الأولى، فتحدث في مرحلة النطفة، وهي مرحلة التقدير في النطفة.
والخطوة الثانية، وهي تمايز غدتي التناسل على شكل خصيتين أو مبيضين، وهي
تحدث خلال مرحلة الكساء باللحم.
أما الخطوة الثالثة، وهي تميز الأعضاء التناسلية الخارجية خلال مرحلة
النشأة، وقد نص عليها قوله a:(إذا مر بالنطفة ثنتان
وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها، وخلق سمعها، وبصرها، وجلدها، ولحمها،
وعظامها، ثم قال يا رب أذكر أم أنثى، فيقضي ربك ما شاء ويكتب