ولا يقتصر معنى تيسير السبيل على هذا، وإنما يستمر ذلك التيسير بعد الولادة
حيث يسر للرضيع لبن أمه، وحنانها، ثم يسر له عطف الوالدين وحبهم، ثم يستمر التيسير
لسبل المعاش من لحظة الولادة إلى لحظة الممات.
الطفولة:
علي: ومن المراحل التي ذكرها القرآن الكريم مرحلة الطفولة، فقال
تعالى:﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} (الحج: 5)
وقد اعتبر القرآن الكريم هذه المرحلة من مراحل الضعف، فقال تعالى:﴿
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً
ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ
الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (الروم:54)
ولذلك، فقد شرع التشريعات الكثيرة المرتبطة بصحة الولد وتقويته، ومن ذلك
إلزامه أمه بالإرضاع، فقال تعالى:﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ
أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}
(البقرة:233)
وقد اعتبر الله تعالى هذا الضعف في الصغير، فلم يرهقه بالتكليف، بل ترك له
الفرصة ليتعرف على المحيط من حوله بيسر ورفق [1].
القوة:
علي: ومن المراحل التي ذكرها القرآن الكريم مرحلة القوة، وهي مرحلة تجمع بين
مرحلتي الشباب والكهولة، قال تعالى:﴿ ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} (الحج:
5)، وقد سماها الله بهذا
[1] انظر
التشريعات الكثيرة المرتبطة بهذا في سلسلة (فقه الأسرة برؤية مقاصدية) للمؤلف،
وخاصة في الجزء المعنون بـ (حقوق الأولاد النفسية والصحية)