فالباحثون يؤكدون ـ اليوم ـ أن عالم الحيوان أشبه بالمدن الهائلة والشعوب
المتعددة الأعراف والأعراق واللغات والعادات والأجناس التي لا حصر لها ويعجز العقل
عن تصور أعدادها الهائلة والضخمة وأنسب وصف لهذه الكائنات ذوات الأعداد الهائلة هو
مصطلح (الأمم) كما وصفها القرآن الكريم.
سأضرب لك بعض الأمثلة العددية التي تقرب لك هذا:
فعدد الطيور الجاثمة وحدها أكثر من 5000 نوع، وكل نوع من هذه الطيور هو أيضا
أنواع عدة، فمثلا طيور الفران الأمريكية الإستوائية حوالي 221 نوعا صغيرة الحجم
نوعا ما، وذوات عادات متنوعة جدا.
وهناك 223 نوعا من الطيور النملية والدج النملي والبيتا النملية مرتبطة
ارتباط وثيقا بطيور الفران الأمريكية الجنوبية والوسطى.
وهكذا يعتقد العلماء بإمكانية وجود أكثر من عشرة ملايين نوع أو جنس من
الحيوانات في العالم، ومع ذلك، فقد تكون هناك أنواع أخرى أكثر بكثير بانتظار
اكتشافها.
تصنيف
الحيوانات:
حذيفة: لقد ذكر القرآن الكريم من دلائل قدرة الله تعالى تنويع مخلوقاته،
فلذلك كان كل ما ذكرته من الأنواع دليل على ذلك التنويع المقصود في الكون.
علي: أجل.. فالتنوع مظهر من مظاهر حكمة الله في الكون، ودليل من أدلة
الوحدانية، لأن الربط بين المختلفات وتوجيهها وجهة واحد لا يكون إلا من إله واحد.
وهذا التنوع شامل لجميع الأشياء، فالأشياء تتنوع في المهام والوظائف
والتراكيب الداخلية والأشكال الخارجية.
وبهذا التنوع جاءت النصوص لتدل أولا على أن عظمة الله تعالى لا تبدو في مجرد
إيجاد