الأشياء من العدم، بل بإبداعها بهذه الصور المختلفة، ليكون ذلك دليلا على
توحيد الله وإبداعه، وهذه هي الفائدة المعرفية الكبرى في هذا التنوع.
أما الفائدة العملية الثانية، فهي الدعوة إلى المحافظة على هذا التنوع
المحسوب بحساب دقيق، بحيث لا نعرض أي نوع منه للانقراض، كما يفعل المجرمون اليوم.
حذيفة: من أمثلة التنوع ما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى:﴿
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى
بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى
أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
(النور:45)
فالله تعالى ذكر من دلائل قدرته ومشيئته المطلقة أن حرك الحيوانات بطرق
مختلفة تتناسب مع حاجاتها.
علي: صدق الله العظيم.. إن هذا النص الكريم يبين أن طرائق تحرك الدواب وسيلة
من وسائل تصنيفها الجيدة[1].. فحركة الدابة هي انتقالها من مكان
إلى آخر سعيا وراء طلب الطعام والشراب، أو للهرب من الأعداء، أو للارتحال عند
التغيرات البيئية إلى مكان أنسب.
رحمة
الحيوانات:
حذيفة: من دلائل الوعي التام لأمم الحيوانات ما جعل الله فيها من الرحمة،
فالرحمة لا تكون إلا من واع عاقل اكتمل وعيه وعقله.
وقد أخبر a عن اشتراك الإنسان مع هذه الأمم في الرحمة المنزلة على الكائنات من غير
تمييز للإنسان، فقال:( إن للّه عزَّ وجلَّ مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها
الخلق، وبها تعطف الوحوش على أولادها، وأخرّ تسعة وتسعين إلى يوم القيامة)، وفي
حديث آخر قال a:( للّه
[1]انظر بحثا في
تفسير الآية للدكتور زغلول النجار نشر على جريدة الأهرام العدد (42812) التاريخ 3
محرم 1425 هـ 23 فبراير 2004.