علي: لا.. إن الصوت الحمير أرحم بكثير من تلك الفوضى الصوتية التي يعيشها
البشر..
ومع ذلك فالله تعالى يؤدبنا بهذا ليعلمنا كيف ندرب أصواتنا حتى لا تكون
منكرة.
حذيفة: وهل يمكن ذلك.. الأصوات شيء خارج عن أيدينا.
علي: لا.. بل إن الكثير منه في أيدينا.. ولولا ذلك ما أمر لقمان u ابنه به.
حذيفة: فما وجه الإشارة في الآية إلى هذا التدريب؟
علي: لقد وجد العلماء أن سبب قبح صوت الحمار يكمن في قلة حركته وعدوه..
بخلاف الخيل التي وصفت بـ ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً﴾(العاديات:1)
فقد ربطت بين العدو والصهيل، فصوت الضبح هو الصهيل الخفيف غير المزعج، والذي
اكتسبه الحصان بفضل العدو حيث ذابت كل الشحوم حول الأحبال الصوتية، وتعرضت هذه
الأحبال للإحماء والشد من خلال رياضة العدو، فيشبه ذلك شد أوتار المعازف لكي تحصل
على صوت عال ذي نبرة رفيعة جميلة، والضبح صوت بين الصهيل والحمحمة ينتج من العدو.
حذيفة: لقد وصفت الحمر في القرآن الكريم بكونها مستنفرة، فقال
تعالى:﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ
قَسْوَرَةٍ﴾(المدثر:50-51) فما معنى ذلك؟
علي: هاتان الآيتان تتحدثان عن الحمر الوحشية التي يحب صيدها الأسد، وحمار
الوحش حيوان جميل الشكل قريب الشبه بالخيل والحمار، ويختلف عنها بجلده المخطط..
وحمير الوحش من فصيلة متوحشة غير قابلة للاستئناس، وتتميز بوجود الخطوط السوداء
على جسدها، وهي توجد في قطعان هائلة في السهول الفسيحة في أفريقيا.
البغال:
سار علي وحذيفة نحو قفص قريب معد للبغال، فقال حذيفة: لقد ذكر الله تعالى
البغال