حذيفة: لكأن الله تعالى يأمرنا في هذه
السورة بأن ندرب الخيل لنؤهلها لمثل هذه الصفات.
علي: بورك فيك.. هكذا ينبغي أن نفهم
القرآن.. فكل آياته تربية وتعليم وتوجيه.
حذيفة: زدني من صفات الخيل في القرآن.
علي: لقد وصف الله الخيل بأنها ترسل
عرفها أي تنشره على رقبتها، قال تعالى:﴿ وَالْمُرْسَلاتِ
عُرْفاً﴾(المرسلات:1) والآية بالأصل تصف الرياح وتشبهها بالخيل.
الحمار:
سار علي وحذيفة نحو قفص قريب وضع فيه أحمرة بألوانها المختلفة، وأنواعها
المختلفة، فقال حذيفة: هذا هو الحمار الذي ورد النكير عليه في النصوص.
علي: لم أجد نصا ينكر على الحمار.. الحمار من نعم الله الكبرى على البشر،
لقد ظل فترة طويلة مسخرا للإنسان يركبه ويستعمله، وهو لا يزال يفعل ذلك.
بل إن القرآن من علينا به، فقال:﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ
وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (النحل:8)
حذيفة: أنت لم تفهم قصدي.. أنا أقصد قوله تعالى:﴿ وَاقْصِدْ فِي
مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ
الْحَمِيرِ} (لقمان:19)، فهذا الخطاب جاء على لسان لقمان الحكيم u، وهو يعظ ابنه حيث طلب
منه إخفاض صوته لأن الصوت العالي يصبح منكراً.
علي: فالإنكار للصوت العالي، لا للحمار، والصوت العالي منكر سواء كان من
الحمار أو غيره، بل إن العلماء عدوا الضجيج من التلوث البيئي.