في حروف القرآن.. ولكنكم أعطيتم الحرية المطلقة لمن يريد تشويهه؟
حذيفة: ولكنهم يروون هذه الأقوال عن قتادة وغيره من التابعين.
علي: فيكف رغبوا عن ابن عباس ترجمان القرآن.. وراحوا لقتادة..
ثم لماذا تركوا الألفاظ الصريحة الظاهرة، وراحوا يؤولون ويتحكمون
ويتلاعبون!؟
لقد ذكر القرآن المسح.. وليس للمسح في ظاهر اللغة إلا معناه المعروف.. ألم
يرد في القرآن الكريم:﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ
جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ
تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ
وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً} (النساء: 43)، وقال
تعالى:﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا
بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (المائدة: 6)
حذيفة: بلى..
علي: فما معنى المسح في هاتين الآيتين؟
حذيفة: معناه المسح المعروف الذي هو وضع اليد بحنان على الممسوح.
علي: فلم رغبوا عن هذا المعنى الظاهر المؤيد يقول الصحابي الجليل إلى غيره؟
سكت حذيفة، فقال علي: ليس من سبب لذلك غير الجهل بالمعاني السامية للقرآن
الكريم.. إن هؤلاء الذين ينشرون مثل هذه المعاني، كمن وصف له طبيب دواء ليستعمله،
فراح بفهمه السقيم، واشترى بدله سما راح يتجرعه، ويسقيه لغيره.
حذيفة: ما تقول؟
علي: هذه هي الحقيقة.. أنت تعرفني.. فأنا لا أحب المجاملات.
حذيفة: فأين الداوء، وأين السم في الآية؟
علي: إن هذه الآية تصف وصفة طبية نفسية شرعية لكيفية التعامل مع الحيوانات..
لكنهم بفهمهم السقيم حولوها سما يسقونه الناس، ويشوهون به الحقائق.