علي: عندنا.. وفي قرآننا.. ما خلق الله شيئا إلا خلق له من الوعي ما يعرفه
به.. الله لا يخلق الجماد.. إن الله تعالى يذكر تسبيح كل شيء لله، فيقول:﴿
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ
شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} (الاسراء:44)
عالم النبات: إن قرآنكم يحوي حقائق جليلة تشتاق لها القلوب.
أخرج علي مصحفا من جيبه.. كان أخضر كلون النبات.. مزخرفا بزخارف في جمال
الورود.. تفوح منه روائح العطور، وقال: خذ هذا المصحف هدية لك من ربك.. اقرأه
بقلبك وروحك وكل كيانك.. وسترى فيه من الحقائق ما لم يكن يخطر لك على بال.
أخذ عالم النبات المصحف، وقال: هذا أكبر تكريم كرمت به في حياتي.. وأعدك أن
أقرأه للزهور والزروع والأشجار.. ولكل نبات ذكره القرآن.
علي: واقرأه لقلبك لتحوله ربيعا دونه كل ربيع.
أحسست بأنوار عظيمة بدأت تنزل على صاحبي عالم النبات.. وبمثله شعرت بأن
بصيصا من النور قد نزل علي.. اهتديت به بعد ذلك إلى شمس محمد a.