أما الحقيقة الكيماوية، فهي أن النباتات الخضراء تستطيع أن تقتنص أو تمتص
أشعة الشمس، وتستغلها في أهم عملية بناء في الحياة، وتتقدم هذه النباتات الخضراء
في العمر، وتقتنص المزيد من أشعة الشمس، وتختزنه في أجسامها إلى هيئة طاقة مصنعة
ومحفوظة في صور شتى أو تتراصّ بجوار بعضها في جـذع الشجرة وفروعها فتكون طبقات
خشبية تتراكم فوق بعضها البعض، حتى إذا ما احتاج الإنسان إليها في الطهي أو
الصناعة أو غير ذلك من الاستعمالات المختلفة أشعل بعض هذه الأفرع من النباتات أو
الأشجار الخضراء، فتنطلق الطاقة الكامنة أو المختزنة التي اقتنصتها النباتات
الخضراء، واختزنتها لحين الحاجة إليها.
أما الحقيقة الجيولوجية، فيشير إليها قوله:﴿ فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ
تُوقِدُونَ﴾ فهذه الكلمة تعطينا إعجازاً قرآنياً آخراً في علم الجيولوجيا،
وهو أن أصل الوقود هو النبات، أو الحيوانات التي تتغذى من ضمن تغذيتها على النبات،
وبعوامل الطبيعة طُمرت في طوايا التراب.
^^^
ما وصل صاحبي عالم النبات من حديثه إلى هذا الموضع حتى أذن آذان المغرب،
فاستأذننا علي، وقال: ائذنوا لي.. إن ربي يدعوني للاتصال به.. ولا بد أن أذهب
لأشكر فضله، وأستزيد كرمه، وأسجد له كما سجد له كل شيء.
لقد قال القرآن الكريم معبرا عن سجود الشجر والنبات:﴿ وَالنَّجْمُ
وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} (الرحمن:6)
انتفض عالم النبات، وقال: أيسجد النبات؟
علي: كل من عرف الله سجد له.. وللنبات من المعرفة بالله ما يجعله يسجد بكل
كيانه لله.