ذهبت إليه.. عد بنا إلى حديثك عما أخرج من جوف الأرض.. لقد ذكرت الماء..
وبقي المرعى.
كان الجيولوجي قد ترك بعض تشدده، وبدأ يرتاح للأسلوب الذي يتحدث به علي، أما
الفلكي، فقد كان منفعلا انفعالا لا يمكن تصوره.
علي: أنتم تعلمون أن المرعى يستدعي توفير الجو المناسب له.
الجيولوجي: أجل.. وأوله توفير الغازات المناسبة التي هي ركن أساسي في غذاء
النبات.
علي: والعلم يدل على أن جوف الأرض هو المصدر الأساسي لهذا الغلاف الذي وفر
الجو المناسب للحياة:
فقد ثبت أن ثاني أكثر الغازات اندفاعا من فوهات البراكين هو ثاني أكسيد
الكربون، وهو لازمة من لوازم عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بتنفيذها النباتات
الخضراء مستخدمة هذا الغاز مع الماء وعددا من عناصر الأرض لبناء خلايا النبات
وأنسجته، وزهوره، وثماره، ومن هنا عبر القرآن الكريم عن إخراج هذا الغاز المهم
وغيره من الغازات اللازمة لإنبات الأرض من باطن الأرض تعبيرا مجازيا بإخراج
المرعي، لأنه لولا ثاني أكسيد الكربون ما أنبتت الأرض، ولا كستها الخضرة.
بالإضافة إلى هذا.. فقد ثبت بتحليل الأبخرة المتصاعدة من فوهات البراكين في
أماكن مختلفة من الأرض أن هذه الأبخرة تتناسب مع حاجات الحياة من الماء والغاز.
^^^
ما وصل علي بحديثه إلى هذا الموضع، حتى سمعنا آذان المغرب يرفع من مسجد
قريب، فصافحنا علي بحرارة، وقال: اسمحوا لي.. لقد أخذت كثيرا من وقتكم، إن ربي
يدعوني للصلاة، ولابد أن أجيبه.. ألا يستحق الكريم الذي تكرم علينا بكل هذه النعم
أن نعبده!؟
قال ذلك، ثم أخرج مصحفا من محفظته، وسلمه إلى صديقنا الجيولوجي، وقال: لن