الماء منكرة دون تعريف ليدل على أن عموم جنس الماء نزل من السماء.
بل ذكر ذلك في أكثر من عشرين آية.. فالله تعالى يقول ـ مثلا ـ:{ الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً }(البقرة: 22)، ويقول:{ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ
مِنْ مَاءٍ }(البقرة: 164)، ويقول:{ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً }(الأنعام: 99) ويقول:{ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً } (الرعد: 17)
وتري ثالثة أن كل ماء الأرض قد أخرج أصلا من داخل الأرض، وهذه الآية تشير
إلى هذه النظرية وتؤكدها، والشواهد العديدة التي تجمعت لدي العلماء تؤكد أن كل
ماء الأرض قد أخرج أصلا من جوفها، فالصخور المكونة للطبقة الواقعة بين نواة الأرض
والقشرة الأرضية.. أي طبقة السيما كانت تنصهر في بعض المواقع تحت تأثير الحرارة
الناشئة عن التفكك الإشعاعي للنظائر المشعة، حيث تنطلق منها مكونات طيارة كالأوزون
والكلور ومركبات الكربون المختلفة والكبريت، وأكثرها أبخرة الماء.
وكانت هذه المكونات تقذف إلى الطبقات السطحية أو على السطح بواسطة الثورات
البركانية خلال تاريخ الأرض الطويل، وتكفي هذه الكمية لملء جميع المحيطات على سطح
الكرة الأرضية.
الجيولوجي: ألا ترى تناقضا في القرآن بسبب هذا؟
علي: لا أرى تناقضا في هذا.. بل أرى تكاملا.. فكل النظريات التي قيلت في هذا
مؤسسة على حقائق علمية، ولا تنافر بينها بحيث نرجح إحداها على الأخرى، وبالتالي
يمكن الجمع بينها جميعا، فيكون الماء الموجود على الأرض بعضه من السماء، وبعضه من
جوف الأرض.
إخراج
المرعى:
الجيولوجي: بورك فيك.. أنا دائما في مناقشاتي مع زملائي في هذا الباب أجنح
إلى ما