نفخة البعث، إلا أن الحقيقة المصاحبة للهزة الأرضية تبقي
واحدة.
بل قد ورد في الحديث الصحيح ما يشير إلى هذا، فقد قال a:(تلقي الأرض أفلاذ كبدها أمثال الاسطوانة من الذهب
والفضة، فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي،
ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا} [1]
وهذا الحديث يؤكد أن المقصود من أثقال الأرض في تلك الآيات
الكريمة هو الأحمال الثقيلة كما أثبتت الدراسات العلمية الحديثة، وليست أجساد
الموتى فقط كما فهم بعض المفسرين.
وليس هذا بمستغرب، فالزلازل العادية التي عاشها الإنسان خلال وجوده على
الأرض، قد أدت إلى قتل ملايين البشر وإلى تبدلات ملحوظة في مظهر التضاريس، وعملت
على صعود كميات كبيرة من الصخور الباطنية نحو السطح .. فما بالك بزلزلة يوم
القيامة التي ستنال كامل الأرض، وليس مناطق محددة كما هو الأمر حالياً.
في ذلك الوقت الذي تنسف فيه الجبال، وتحمل الأرض والجبال وتدك دكة واحدة،
فهل من المعقول أن يحدث مثل هذا الواقع المرعب، وتتبدل الأرض غير الأرض كما جاء في
القرآن الكريم، ولا تخرج الأرض أثقالها الباطنة وتدفع بصخورها المصهورة العالية
الكثافة إلى سطح الأرض الخارجية فتمتد الأرض مدا.
الجيولوجي: صدقت في هذا فإن علماء الأرض بعد فحصهم لطبقات الأرض من طبقة
القشرة إلى النواة رأوا أنه يزداد الوزن النوعي الكثافة للصخور تدريجياً، حيث
تزداد نسبة المركبات الحاوية على عنصر الحديد وأكاسيده المختلفة، وذلك مع اقترابنا
من النواة.