بليون نجم بعضها يشبه شمسنا، والبعض الآخر أكبر من ذلك، وبعضها أصغر.
التوازن:
علي: النظام يحتاج إلى التوازن.. وقد أشار القرآن إلى هذا عندما عبر عن وضعه
للموازين، والموازين تعني عدم طغيان شيء على شيء، فالله يقول في الآية التي فسرت
الكون:﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾ (الرحمن:7)
وقد بنى القرآن على هذا الأمر بحفظ الموازين، فقال بعد هذه الآية:﴿
أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ﴾ (الرحمن:8)
الفلكي: إن في هذه الآيات إشارات عظيمة لأمرين كلاهما له أهميته: الأول هو
أن الكون قد خلق بموازين دقيقة.. والثاني أن هذه الموازين يمكن التأثير فيها
بالظلم والطغيان.. لا من جانب الكون، بل من جانب الإنسان.
علي: فهلا ضربت لي مثالا على ذلك.
الفلكي: أجل .. وليكن من أقرب نظام إلينا، وهو النظام الشمسي.. فالنظام
الشمسي واحد من أروع الأمثلة للتناسق الجميل الذي يمكن مشاهدته .. ففيه تسعة كواكب
مع أربعة وخمسين تابعاً، وعددا غير معروف من الأجسام الصغيرة.
وفي تركيب المجموعة الشمسية نواجه مثالاً جميلاً من التوازن، وهو التوازن
بين القوى النابذة، والتي يقابلها التجاذب الثقالي من أوليتها[1]، وبدون ذلك التوازن فسوف يقذف كل شيء في هذا النظام بعيداً في الأعماق
الباردة للفضاء الخارجي.
ويعتبر الفلكيون من أمثال (كبلر وغاليليو) من أوائل الذين اهتموا باكتشاف
ذلك التوازن
[1] يقصد بالأولية
في علم الفلك بأنه شيء يدور حول جسم آخر، فالأولية للأرض هي الشمس، والأولية للقمر
هي الأرض.