الفلكي: هذا يعبر عنه بالدقة التي خطط بها الكون، والتي بها حفظ وجوده
واستقراره.. فالكون مبني على حسابات في غاية الدقة.
علي: حدثنا عن هذا.. فقد أشار القرآن إلى دقة تخطيط الله لمقاديره، فقال:﴿
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ
مَعْلُومٍ ﴾ (الحجر:21)، وقال:﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ
بِقَدَرٍ ﴾ (القمر:49)
الفلكي: سأحاول أن أقرب لك بعض ذلك لتدرك من خلاله تلك الدقة التي أشار
إليها القرآن، بل صرح بها:
كوكب الأرض هو جزء من النظام الشمسي، ففي هذا النظام يوجد تسعة كواكب أساسية
مع أربعة وخمسين تابعاً (قمرا) وعدد غير معروف من النجميات (كويكبات صغيرة كالجبال
مختلفة الأحجام، وتسبح في الفضاء) تدور حول نجم واحد يدعى الشمس.. والشمس هي نجم
متوسط الحجم بالمقارنة مع غيره في الكون.. والأرض هي الكوكب الثالث بعداً عن
الشمس.
ولتعرف حجم هذا النظام.. فإن قطر الشمس أكبر بمئة وثلاث مرات من قطر الأرض،
ولكي نتخيل ذلك نقول إن قطر الأرض هو 12.200كيلومتر، فإذا خفضناه سلمياً (عددياً)
لأبعاد كرة زجاجية، فالشمس سوف تكون بحجم ملعب كرة القدم.. ولكن الشيء العجيب في
ذلك هي المسافة بينهما.. وبالاحتفاظ بمقاييس هذا السلم المخفض، فالمسافة الفاصلة
بين الكرتين هي 280 متراً.
وبعض الأجرام التي تمثل الكواكب الخارجية ستكون لها أبعاد قد تصل عدة
كيلومترات بعيداً عن الشمس.
قد يبدو ذلك ضخماً جداً، ومع ذلك فالنظام الشمسي ضئيل جداً في الحجم إذا
قورن بالطريق اللبني والذي هو مجرة تسبح فيه تلك الهباءة.. ويوجد في تلك المجرة
أكثر من 250