فيه من عبادة الأوثان، بل ولا ترد قصته مع النمرود ولا
مجادلته له ، ولا قصته مع أبيه. بل كل مايرد أن إبراهيم يقدم محرقات للرب فيتنسم
الرب رائحة اللحم المشوي ( فيقول الرب لإبرام: اذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك
الى الأرض التي أريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك )( سفر التكوين: 12 )
وبعد رحلات طويلة يعود ابراهيم من مصر، وقد ملك أموالا
ضخمة من الذهب والفضة والأغنام التي أعطاها له فرعون مصر عندما قدم ابراهيم زوجته
سارة ليتزوجها فرعون حسب زعمهم.
وقدم إبراهيم اللحم المشوي مرة أخرى ( في ذلك اليوم قطع
الرب مع إبرام - أي إبراهيم - ميثاقا قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى
النهر الكبير نهر الفرات القينيين والقنزيين والقدمونيين والحثيين والفرزيين
والرفائيين والأموريين والجرجاشيين واليبوسيين )( سفر التكوين: 15: 18-20 )
قارن هذا كله وغيره كثير، بالعقل وبالقرآن.. ثم أخبرني
ماذا ترى؟
^^^
ما إن وصل من حديثه إلى هذا الموضع حتى قلت له: أرى لك
تعلقا شديدا بالقرآن.
قال: أجل.. أنا أقرؤه.. ولا أمل من قراءته.. أشعر أن جميع
حقائق الأزل تختزن في كلماته..
قلت: فلم نراك تنشر كتابنا المقدس.. ولا تنشر القرآن؟
قال: كم وددت لو أتيح لي نشر مصحف واحد؟
قلت: فما الذي يحول بينك وبين ذلك.. ألست ذا مال؟
قال: بل ذو مال كثير.. ولكن لي أخا توأما يحول بيني وبين
ما يتقبله عقلي..