قلت: لا بأس.. فإن كل ما ذكرته صحيح.. فبحيرا لا يمكن أن
يكون هو معلم محمد.. ولكن هناك قرشيا عربيا صريحا يمكن أن يكون هو معلمه.
قال: تقصد ورقة بن نوفل؟
قلت: أجل.. وقد ظهر لي أن ورقة كان من الفرقة الأبيونية..
لاشك أنك تعرفها.. فقد قال فيها المؤرخ موشيم في المجلد الأول من تاريخه:( إن
الفرقة الأبيونية التي كانت في القرن الأول كانت تعتقد أن المسيح إنسان فقط تولد
من مريم ويوسف النجار مثل الناس الآخرين وطاعة الشريعة الموسوية ليست منحصرة في حق
اليهود فقط، بل تجب على غيرهم أيضاً والعمل على أحكامه ضروري للنجاة.
ولما كان بولس ينكر وجوب هذا العمل ويخاصمهم في هذا الباب
مخاصمة شديدة كانوا يذمونه ذماً شديداً ويحقرون تحريراته تحقيراً بليغاً )
ضحك، وقال: متى ينتهي قومنا من هذه المهازل.. إنهم يؤكدون
بذلك كل ما يذكره المسلمون من تحريفنا لكتبنا.
إن هؤلاء العابثين الذين لم يعرفوا محمدا ولم يعرفوا
القرآن لا يختلفون عن المحاكم البوليسية التي يفرضها الظلمة على المستضعفين، فترمي
المستضعف البسيط بأنه يخطط لعملية انقلاب ضخمة ضد الامبراطور الذي يحكمه لسبب
بسيط، وهو أنه مر ذات يوم على قصره، ورمى ببصره إليه معجبا بصورته.
هكذا تفعلون.. تستغلون حادثا بسيطا.. هو في حقيقته شاهد من
شواهد النبوة.. لتحطموا به صرح النبوة.
قلت: فهناك من هو من أهل مكة، وقد كان محمد يزوره، ويتحدث
إليه، ولا يبعد أن يكون قد تلقى عنه.
قال: تقصد مقالة المشركين من أعداء محمد:{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ
أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ