له.. أنهم هم الذين لقنوه ما لقنوه.. أيقبل عاقل ذلك؟
قلت: لاشك أني لا أقبل ذلك.. فهذا افتراء لا يمكن قبوله..
فالمسيح كان رضيعا، وأولئك كانوا عابرين.
قال: وهكذا أمر محمد.. فقد كان صغير السن عندما ذهب به عمه
إلى الشام، زيادة على أنه كان مجرد عابر سبيل في ذلك المحل الذي كان فيه الراهب.
سكت قليلا، ثم قال: لقد درس المنصفون من قومنا هذه
الأراجيف.. وخرجوا منها بما ذكرت لك:
لقد قال البروفيسور مونتجمري واط:( إن من المستبعد أن يكون
محمد قد قرأ الكتب الدينية اليهودية أو النصرانية.. ومن الأرجح أنه لم يقرأ أي
كتاب آخر)
وقال ج.س.هجسن:(إن قاعدة نبوة محمد من ناحية مبدأية هي نفس
تجربة وأعمال أنبياء بني إسرائيل. لكنه لم يعرف شيئاً عنهم بشكل مباشر. ومن الواضح
أن تجربته كانت خاصة)
وقال جون ب. نوس وديفيد س. نوس:( إن من الواجب إدراج
الحديث الشريف الذي يقول إن محمداً تعلم اليهودية والنصرانية خلال رحلاته مع
القافلة التجارية المتجهة للشام، وكانت الأولى بصحبة عمه أبي طالب عندما كان في سن
الثانية عشرة، والثانية عندما كان عمره 25 عاماً كموظف لخديجة التي تزوجها فيما
بعد، على أنه حديث غير مقبول)
وقال توماس كارلايل:( لا أعرف ماذا أقول بشأن سيرجيوس (
بحيرى أو بحيرى، مهما كان اللفظ، وقد أُطلق عليه أيضاً اسم سرجيوس)، الراهب
النسطوري الذي قيل إنه تحادث مع أبي طالب، أو كم من الممكن أن يكون أي راهب قد علم
صبياً في مثل تلك السن، لكنني أعرف أن حديث الراهب النسطوري مبالغ فيه بشكل كبير،
فقد كان عمر محمد 14 عاماً (كان عمره إما 9 أو 12 عاماً على أكثر تقدير) ولم يعرف
لغةً غير لغته، وكان معظم ما في الشام غريباً وغير مفهوم بالنسبة له )