قلت: أجل.. حتى الصغير منها لا يغفل ذكره.. ولكن هل تستدل
بهذا على ربانية القرآن؟
قال: أجل.. فالقرآن منزل لا وليد بيئة.. ولهذا ترى القرآن
يعبر بصيغة الإنزال.
سكت قليلا، ثم قال: ألا ترى من العجب أن لا يذكر والد محمد
ولا جد محمد ولا نسب محمد ولا أولاد محمد ولا أحبابه ولا أعداؤه؟
بينما نرى الكتاب المقدس يطفح بمثل هذا.. بل إن الإنجيل
أول ما يبدأ.. يبدأ بنسب طويل للمسيح.. وهكذا كل الأسفار المقدسة لا تكاد تمر على
صفحة منها إلا وتجد تأثير البيئة فيها عظيما.
قلت: كل ما قلته صحيح.. ولكن لست أدري لم تذكر هذا الآن.
قال: لأنكم توردون شبها كثيرى ترتبط بهذه الباب.. فتنحجبون
عن القرآن ببيئة القرآن.. فتزعمون أن محمدا تلقى العلم من غيره.. فلما وصل إلى
درجة النبوغ فيه ادعى أنه يوحى إليه.
قلت: لا أكتمك.. نحن نقول هذا.. وننشره.. ولا نقصر في
نشره.. وفي النفس منه أشياء كثيرة إن شئت بحت لك منها ما قد يصدك عن دفاعك هذا عن
القرآن.
قال: فاذكر لي ما تشاء.
قلت: المسلمون يقولون بأن القرآن وحي الله، وأن محمدا {
مَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) } (النجم)..
ولكن ورد في الروايات ما يدل على أنه كان يستفيد من غيره في هذا الوحي.