responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 637

 

قال المريد: لم؟

قال: لأن الله واحد.. ولا يعاين الواحد إلا من تخلى عن الأنداد.

قال المريد: لم؟

قال: كيف تريد لقلب أن يشرق وصور الأكوان منطبعة في مرآته؟ أم كيف تريده أن يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته؟.. أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته؟.. أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟!)

قال المريد: فقد أيأستنا من أنفسنا إذن؟

قال: لا.. فلولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين.. إذ لا مسافة بينك وبينه حتى تطويها رحلتك.. ولا قطيعة بينك وبينه تمحوها وصلتك.

قال المريد: فكيف نصل إلى الله، ونحن ممتلئون بالمساوئ؟

قال: لو أنك لا تصل إلى الله إلا بعد فناء مساويك ومحو دعاويك فلن تصل إليه أبدا.. ولكن إذا أراد أن يوصلك إليه ستر وصفك بوصفه، وغطى نعتك بنعته، فوصلك إليه بما منه إليك لا بما منك إليه.

 

***

بعد أن سمعت تلك المعاني العظيمة شعرت بأن الكثافة التي كانت تمسك بي إلى الأرض تكاد تزول.. وصرت أشعر وكأني أرفرف مع الطير في السماء.. ثم لم أجد نفسي إلا وأنا أحمل رسالة لم أعرف من صاحبها، ولا لمن يراد إرسالها.

فتحتها لأعرف ما فيها.. فوجدت فيها هذه العبارة التي حفظتها من طول تردادي لها: (إلى شيخي وقدوتي ومولاي ودليلي إلى ربي حجة الإسلام أبي حامد الغزالي.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته..

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 637
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست