نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 635
بها مريدون كالأقمار.. زيتهم يكاد يضيء، ولو لم تمسسه نار.
قال أحدهم: يا سيدنا.. لقد ذكر المتكلمون أدلة كثيرة على الله.. وقد حصل بينهم الخلاف في بعضها.. فما ترى الدليل على الله؟
قال: الله هو الدليل على الله..
قال المريد: كيف ذلك؟
قال: معرفة الله على قسمين: معرفة برهان، ومعرفة عيان.. أما البرهان، فللمتكلمين.. وأما العيان فللمشاهدين.. ففي الوقت الذي يتيه فيه العلماء بحثا عن الأدلة، ويتنازعون وفق ما تقتضيه أنظارهم يجلس العارفون المتخلصون من كثافة حجاب العقل المقيد بقيود الحس والوهم في أرائك جنة المشاهدة والمكاشفة واليقين.
قال المريد: من هم المشاهدون؟
قال: من لم تحجبهم الأكوان عن ربهم.. ومن استدلوا بالله على الله[355].. فشَتَّانَ بَينَ مَنْ يَسْتَدِلُّ بِاللهِ ومن يَسْتَدِلُّ على الله.. المُسْتَدِلُّ بِالله عَرَفَ الحَقَّ لأَهْلِهِ، فأَثْبَتَ الأَمْرَ مِنْ وُجودِ أَصْلِهِ.. ومن استدل على الله، فذلك مِنْ عَدَمِ الوُصولِ إليَهِ.. وَإلّا فَمَتى غابَ حَتّى يُسْتَدَلَّ عَلَيْهِ؟!.. وَمَتى بَعُدَ حَتّى تَكونَ الآثارُ هِيَ الَّتي تُوْصِلُ إلَيْهِ؟!