responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 634

 

كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان؟!

وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان؟!

يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين.. ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين.. أنت الذاكر قبل الذاكرين، وأنت البادي بالإحسان قبل توجه العابدين، وأنت الجواد بالعطاء قبل طلب الطالبين، وأنت الوهاب، ثم لما وهبت لنا من المستقرضين.

إلهي، اطلبني برحمتك حتى أصل إليك.. واجذبني بمنك حتى أقبل عليك.

إلهي، إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك.. كما أن خوفي لا يزايلني وإن أطعتك.. فقد دفعتني العوالم إليك. وقد أوقفني علمي بكرمك عليك.

إلهي، كيف أخيب وأنت أملي، أم كيف اهان وعليك متكلي؟!

إلهي، كيف أستعز وفي الذلة أركزتني، أم كيف لا أستعز وإليك نسبتني؟!

إلهي، كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني! أم كيف أفتقر وأنت الذي بجودك أغنيتني!

إلهي أنت الذي لا إله غيرك، تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء.. وأنت الذي تعرفت إلي في كل شيء فرأيتك ظاهرا في كل شيء وأنت الظاهر لكل شيء.

يا من احتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه الأبصار.. يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته الأسرار.. كيف تخفى وأنت الظاهر؟! أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟! إنك على كل شي قدير.. والحمد لله وحده.

***

بعد أن ألقى جاستن هذه المناجاة بانفعال وتواجد عظيمين، التفت إلينا، وقال: بعد أن سمعت هذه المناجاة الرقيقة دخلت إليه.. فوجدته جالسا كالشمس المتربعة في فلكها يحيط

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 634
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست