responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 619

(مريم:96).. وسمعناه يخبرنا بأن من أسمائه الحسنى (الودود)[342] كما قال تعالى:P وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ O (البروج:14).. وأخبرتنا آيات كثيرة بطريق الوصول إلى محبة الله.. فرحنا نجاهد أنفسنا على التخلق بها.. فلا يمكن أن يمكّن الله أحدا من التعرف عليه إلا إذا كان محبا.. فالمعرفة بذر الحب.. كما أن الحب بذر المعرفة:

لقد جعلنا الطريق إلى ربنا - بدل الجدل العقلي - هو البحث عن تلك المظان..

قلت: وما تلك المظان؟

قال: كثيرة.. يتربع على عرشها (الإحسان).. فهو الخصلة الجامعة لجميع مجامع الخير، قال تعالى:P وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ O (البقرة:195).. وقال:P الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ O (آل عمران:134).. وقال:P فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ O (آل عمران:148)..

قلت: فما ترى السر في هذه المحبة؟

قال: لقد عرفنا به نبينا a فقال: (إن الله جميل يحب الجمال)، والمحسن هو الذي اكتمل جمال روحه حتى صار مجلاة للحق، وصار بذلك أهلا لمحبة الحق، كما قال تعالى:P هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) O (الرحمن) وقال: P لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) الحسنى وزيادةO (يونس)


[342]الودود من أسماء الله تعالى يحتمل معنيان:

أحدهما: أنه الواد لعباده ، أي المحب لهم ، ولهذا قرنه باسمه الغفور إعلاما بأنه يغفر الذنب ويحب التائب منه، ويوده.

والثاني: أنه المودود ، وعلى هذا يكون سر اقتران الودود بالغفور ، هو استدعاؤه مودة العباد له ومحبتهم إياه باسم الغفور.

ولاشك في اقتران كلا المعنين، فالله يحب عباده، وهم يحبونه.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 619
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست