نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 603
قلت: فأنت لا ترى الموت إعداما إذن.
قال: لأنه ليس إعداما.. الموت – يا أخي – هو رحلة أنتقل بها من هذه الأرض المحدودة الضيقة إلى حياة أكرم وأوسع.. فالذي رحمني في هذه الحياة لا شك أنه سيرحمني في الحياة الأخرى.
قلت: أنت واثق كثيرا في نفسك؟
قال: بل أنا واثق كثيرا في ربي.. فالله الرحمن الرحيم الذي لم يعودنا إلا الكرم يستحيل أن نرى منه إلا الكرم.
لقد رأى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم امرأة من السبي قد فرق بينها وبين ولدها، فجعلت كلما وجدت صبياً من السبي أخذته فألصقته بصدرها وهي تدور على ولدها، فلما وجدته ضمته إليه وألقمته ثديها، فقال رسول اللّه a:( أترون هذه طارحة ولدها في النار وهي تقدر على أن لا تطرحه؟)، قالوا:( لا يا رسول اللّه)، قال:( فواللّهِ، للُّه أرحمُ بعباده من هذه بولدها) [330]
بل إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخبرنا بأن هذه الرحمة التي وقفتها هذه الأم ليست سوى تجل من تجليات رحمة الله، قال a:( جعل اللّه الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك تتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) [331]
قلت: ألهذا لم تتأثر عندما ذكر لك هذا؟
قال: وكيف أتأثر، وهو يبشرني بأفضل يوم انتظرته في حياتي جميعا؟.. إن أفضل يوم ينتظره المؤمن هو لقاؤه لربه..
قلت: أنا لا أزال لا أعي ما تقول.. فهلا زدتني توضيحا.