responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 602

دائرة حياة الروح والقلب في الزمن الحاضر كما هو في الجسد، ولدخول سنوات عدة من الماضي وسنوات مثلها من المستقبل في دائرة تلك الحياة، فإن ذلك الجزء الاختياري ينطلق من الجزئية مكتسباً الكلية.. فكما أنه يدخل بقوة الإيمان في أعمق أودية الماضي مبدداً ظلمات الاحزان، كذلك يصعد محلقاً بنور الإيمان إلى أبعد شواهق المستقبل مزيلاً اهواله ومخاوفه.

***

بعد أن أجابني الكاظم على كل تساؤلاتي من غير أن يتبرم أو يضجر، سألته قائلا: اسمح لي أن أسألك سؤالا قد يكون محرجا..

قال: تفضل.. لا حرج عليك.

قلت: لقد أخبرني مسؤول السجن بأنك ستعدم بعد أيام.

ابتسم، وقال: يستحيل ذلك.. يستحيل أن يعدمني إلا الذي أوجدني.. ورحمة الرحمن الرحيم تأبى أن تقضي على من أنعمت عليه بنعمة الوجود بالإعدام.

قلت: لقد ذكر لي مسؤول السجن هذا.. وذكر لي أنه عندما أبلغك شكرته.. ثم لم تهتم بقوله.

قال: ذلك لأنه تكلم بشيء مستحيل.

قلت: هل عندك من العلاقات ما يؤمنك من حكم الإعدام؟

قال: أنا عبد الله.. من الله علي بنعمة الوجود.. ويستحيل أن يسلبها مني أحد إلا الذي أعطاني إياها.. وقد ذكرت لك أنه أرحم من أن يسلبها مني.

قلت: ولكنا نرى كل يوم القتلى.. فهل ترى أن القتلة ليسوا هم القتلة.

قال: فرق كبير بين القتل والإعدام.. القتل ينقلك من حياة إلى حياة.. أو يخرجك من رحم ضيق إلى فضاء أوسع وأفسح.. أما الإعدام والإفناء فذلك مستحيل لأن الذي تكرم بالوجود يستحيل أن يسلبه منا.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست