responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 604

 

قال: عندما يموت الإنسان الموت المتعارف عليه، والذي يحزن الناس من أجله، ويترقبون مجيئه، ويختلفون في ترقبهم، تولد حينذاك الروح في عالم أكمل من هذا العالم.

وصفات مولود الروح الذي تمخض عن فترة الحياة الدنيا، كصفات الجنين الذي تمخض عن رحم الأم، فقد يكون سليما معافى ترتسم في وجهه براءة الطفولة العذبة، وقد يكون جنينا مشوها مريضا منفرا يود من حوله لو تلقفه باطن الأرض قبل أن يتلقفه مهد أمه الذي أعد له.

ولكن الفرق بين الحالين عظيم، فجنين الدنيا لا خيار له، ولا تكليف، فليس له أي دخل في تحديد جيناته، ولا التميز بصفاته، ولكن جنين الآخرة ملوم معاتب على كل الأحوال، لأن صفة روحه التي قدم بها على الملأ الأعلى هو الذي حددها، وهو الذي اختارها، وهو الذي رغب فيها.

فلذلك كانت الدنيا محطة للآخرة، أو هي بتعبير آخر رحم الحياة الأبدية، تتحدد من خلالها معالمها وصفاتها وصورها، فصور الأرواح في الآخرة هي صور الأعمال والتوجهات والهمم في الدنيا.

وهذه الحياة الآخرة، والتي يفصل الموت بينها وبين النشأة الأولى، ليست شيئا مخيفا أو محزنا للصالحين، فيوم الموت هو يوم عيدهم الذي يلاقون فيه ربهم الذي طال اشتياقهم له، وهو يوم خلاصهم من سجن الجسد وضيقه، وهو يوم روحهم وريحانهم.

لقد قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يذكر ذلك: (تحفة المؤمن الموت)[332]، وقال: (الموت ريحانة المؤمن)[333]

ثم التفت إلي، وقال: لقد ذكر القرآن الكريم مواقف الخلق في لحظة الاحتظار، وهي اللحظة التي سيعيشها كل مخلوق مهما طال عمره:


[332] رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت والطبراني والحاكم.

[333] رواه الديلمي.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 604
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست