responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 589

أنه لم يكترث بمعانيه السامية، وظن أنه مجرد نقوش جميلة وحروف بديعة، فبخس حق القرآن وازدراه من حيث المعنى.. لذا رد الحاكم الحكيم مؤلَّف ذلك الفيلسوف وضربه على وجهه وطرده من ديوانه.

ثم أخذ مؤلَّف العالم المسلم المحقق المدقق، فرأى أنه تفسير قيم جداً، بالغ النفع.. فبارك عمله، وقدر جهده، وهنّأه عليه وقال: (هذه هي الحكمة حقاً، وانما يطلق اسم العالم والحكيم حقاً على صاحب هذا المؤلَّف، وليس الآخر إلاّْ فنان صنَّاع قد أفرط وتجاوز حدّه)

قلت: ما يقصد صاحبك بهذا المثال؟

قال: لقد ذكر لي أن ذلك القرآن الجميل الزاهي، هو هذا الكون البديع.. وذلك الحاكم المهيب هو سلطان الأزل والأبد سبحانه وتعالى.

أما أول الرجلين- أي ذلك الأجنبي – فيمثل وعلم الفلسفة والحكمة وسائر ما نعرفه من علوم مادية..

وأما الثاني.. فهو القرآن الكريم وتلاميذه..

قلت: لا أزال لا أفهم قصدك من إيراد هذا المثال.

قال: لطالما أقول لنفسي: إن صاحب هذا الكون البديع يستحيل أن يتركنا هملا لا يعرفنا بنفسه.. بل يستحيل أن يترك هذا الكون من غير تفسير.. ولذلك رحت أبحث عن تفسير يفسر هذا الكون.. ولم أجد في جميع ما يطلق عليه الناس كتبا مقدسة ما يفي بهذا بهذا الغرض سوى القرآن الكريم.

لقد قال لي بديع الزمان حينها: (نعم، ان القرآن الكريم المقروء هو أعظم تفسير وأسماه، وأبلغ ترجمان وأعلاه لهذا الكون البديع، الذي هو قرآن آخر عظيم منظور.. إن ذلك الفرقان الحكيم هو الذي يرشد الجن والإنس الى الآيات الكونية التي سطَّرها قلمُ القدرة الإلهية على صحائف الكون الواسع ودبجها على أوراق الأزمنة والعصور.. وهو الذي ينظر الى

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 589
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست