responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 588

 

ثم إن هذا الحاكم العظيم عرض هذا القرآن البديع الكتابة، الرائع الجمال، على فيلسوف أجنبي، وعلى عالم مسلم.. وأمر كل واحد منهما بتأليف كتاب حول حكمة هذا القرآن.. ملمحاً الى اختبارهما ليكافئهما.

وقد استجاب كلا الرجلين لهذا الطلب:

أما الفيلسوف - وقد كان بالإضافة إلى خبرته بالفلسفة مهندسا بارعا، ومصورا فنانا، وكيميائيا حاذقا، وصائغا ماهرا - فقد كتب كتابه وفق ما يتقنه من مهارات، وما يجيده من فنون.. ولهذا اقتصر كتابه على البحث عن نقوش الحروف وجمالها، وعلاقة بعضها ببعض، وأوضاع كل منها، وخواص جواهرها وميزاتها وصفاتها فحسب.. ولم يتعرض في كتابه إلى معاني ذلك القرآن العظيم قط، إذ أنه جاهل باللغة العربية جهلاً مطبقاً، بل لم يدرك أن ذلك القرآن البديع هو كتاب عظيم تنم حروفه عن معان جليلة، وإنما حصر نظره في روعة حروفه وجمالها الخارق..

أما العالم المسلم، فما إن نظر الى تلك الكتابة البديعة حتى علم أنه: كتاب مبين وقرآن حكيم.. فلم يصرف اهتمامه الى زينته الظاهرة، ولا شغل نفسه بزخارف حروفه البديعة، وانما توجه كليا ًـ وهو التواق للحق ـ الى ما هو أسمى وأثمن وألطف وأشرف وأنفع وأشمل مما انشغل به الفيلسوف الاجنبي بملايين الأضعاف، فبحث عما تحت تلك النقوش الجميلة من حقائق سامية جليلة وأسرار نيرة بديعة فكتب كتابه تفسيراً قيماً لهذا القرآن الحكيم، فأجاد وأتقن.

بعد أن أنهيا كتابيهما.. قدّم كلٌ منهما ما كتبه الى الحاكم العظيم..

فتناول الحاكم أولاً مؤلَّف الفيلسوف ونظر اليه ملياً.. فرأى أن ذلك المعجب بنفسه والمقدس للطبيعة، لم يكتب حكمةً حقيقية قط، مع أنه بذل كل ما في طوقه، إذ لم يفهم معاني ذلك الكتاب، بل ربما زاغ واختلط عليه الأمر، وأظهر عدم توقير وإجلال لذلك القرآن، حيث

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 588
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست